أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا في خطوة غير مسبوقة لدعمها لإستخدام العقاقير الدوائية لإنقاص الوزن كجزء من إستراتيجية شاملة لمواجهة أزمة السمنة العالمية هذا القرار يعد تحولا جذريا يف السياسات الصحية حيث إعتمدت المؤسسات الطبية على التوصيات التقليدية مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة كأولوية أولى مع تصاعد معدلات السمنة وخاصة الدول العربية،تظهر هذه المبادرة إعترافا بضرورة دمج الحلول الدوائية في العلاج مع تطور الأبحاث العلمية تثبت فعالية بعض الأدوية الحديثة.
توضح البيانات لمنضمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2 مليار يعانون من السمنة وزيادة الوزن بمافي ذلك أكثر من 40 مليون طفل دون سن الخامسة ليست مجرد سمنة مشكلة تجميلية بل ترتبط بأمراض قاتلة مثل السكري وامراض القلب والسرطان،ومما يثقل كاهل النظم الصحية العالمية ويكلف الإقتصادات مليارات الدولارات سنويا، في ظل فشل التدخلات التقليدية في إحداث تغييرات مستدامة خاصة لدى الفئات ذات الوزن الزائد الشديد أدت إلى الحاجة إلى إيجاد حلول مبتكرة بديلة.
عقاقير إنقاص الوزن :
ابرز الأدوية التي دخلت دائرة الضوء والحديث مثل : سيمجلوسيدي،يجوفي، وغيرها التي تقلل الشهية وتعزز الشعور بالشبع عبر التأثير على الجهاز العصبي المركزي أظهرت الدراسات أن هذه العقاقير تحقق خسارة في الوزن تصل إلى 20 % خلال سنة، لكن هناك دائما آثار جانبية محتملة لكل دواء منها : الغثيان وإضطرابات الجهاز الهضمي، وإرتفاع التكلفة التي تجعلها غير متاحة للقراء ومخاطر تحويلها إلى أدوية تجميل دون رقابة.
شددت المنضمة العالمية للصحة على أن إستخدام العقاقير يجب أن يكون جزءا من نهج متعدد الأبعاد يتضمن تعديل نمط الحياة والدعم النفسي والمتابعة الطبية المنتظمة كما دعت إلى توسيع الوصول العادل إلى هذه الأدوية في الدول منخفضة الدخل والفقيرة عبر التفاوض لتقليل تكلفة هذه الأدوية، ومنع الإستخدام العشوائي للإعلانات المضللة، وحثت المنظمة العالمية للصحة ايضا على البحث العلمي لتطوير أدوية أكثر أمانا وأقل تكلفة دون الضغط من شركات الادوية الكبرى التي تستثمر المليارات في قطاع الصحة.
الخاتمة :
يظهر دعم منضمة الصحة العالمية لعقاقير إنقاص الوزن بأن السمنة مرض معقد يحتاج إلى أدوات متنوعة وليس مجرد ضعف الإرادة ولكن هذا الدعم يتطلب آليات تنفيذية صارمة لضمان العدالة ولسلامة وقد تكون هذه الخطوة بداية لثروة في الطب الوقائي، بشرط ان لا تستخذم الأدوية لحل وحيد بل جزء من إستراتيجية أوسع تشمل البيئة الغذاية وتعزز النشاط البدني ودعم الصحة النفسية للفرد والأسرة.